أبي أحمد في ورطة داخلية هائلة، والآن تضاعفت متاعبه مع نية مجلس الأمن عقد جلسة خاصة لمناقشة “التطورات في تغراي” ولم يشهد الوضع في تغراي أي تطورات مهمة منذ نهاية نوفمبر، وكان التطور الكبير هو ظهور أدلة موثقةَ على جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية وثقتها المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام الدولية. لم يعد الإنكار ممكنا بالنسبة لأبي أحمد، ولم يعد التجاهل ممكنا بالنسبة للعالم والقوى العظمى.
سيواجه الفائز بنوبل للسلام الكثير من الضغوط، سيضطر إما للتنازل وعقد حوار وطني، وهذا سيكلفه ويكلف تحالفه الكثير. أو أن يواصل ما بدأه من توجه نحو تركيز قسري السلطات وإنهاء الفدرالية التي ابقت إثيوبيا موحدة وسمحت لها بمعدل نمو قياسي عالمي.
وإذا اختار ابي احمد الخيار الثاني وهو الأرجح، فسيواجه هو ونظامه عزلة دولية لن تسمح بأي فرصة لتحقيق اي من الانجازات التنموية التي يبشر بها، مع تعويل كبير على التمويل والاستثمار الدولي.
الخيارات أمام النظام وحلفاءه صعبة، وهو الأمر الذي لن يغيب عن تفكير الدول العظمى، أثناء صياغة سياساتها بخصوص الصراع.
جلسة مجلس الأمن، التي لا يتوقع أن تخرج ببيان مشترك، سوف يحدد مابعدها مستقبل تعامل القوى الكبرى مع الأزمة في تغراي، والأمة السياسية الشاملة في عموم إثيوبيا، والأزمة الإقليمية بعد ثبوت تدويل الحكومة الإثيوبية الصراع باستدعاء أطراف أخرى لخنق التغراي، ثم بالتوتر المتصاعد على الحدود مع السودان، مع بوادر اضطراب سياسي في الصومال الذي يحكمه حليف لأبي أحمد.
ويقود ناشطون إثيوبيون خاصة من قوميتي الأرومو والتغراي حملة عالمية للفت انتباه العالم، لما يحدث في إثيوبيا ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل.
جبهة تحرير التغراي تعرف أيضا باسم (الوياني الثانية) ووياني تعني الثورة الشعبية الثانية للتيغراي، بعد الأولى ضد النظام الملكي، وحاليا أطلق نشطاء تغراي ما أسموه (الوياني الثالثة) أو الوياني الرقمية Digital Woyane DW
وتنشط حركة ديجيتال وياني على الإنترنت بصورة كبيرة، وتقود حملات للفت انتباه العالم لمعاناة تيغراي، على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مع تقارب متزايد مع قطاع واسع من معارضة الأرومو، الذين يواصل زعيمهم الملهم وأيقونة حراكهم جوار محمد اضرابه عن الطعام مع تدهور خطير في صحته وبقية زملاءه.
ويرد الموالون لأبي أحمد ومعظمهم من قومية الأمهرا بإطلاق هاشتاقات وحملات مضادة خاصة في تويتر وتكتوك، وتحول موقع تيك توك إلى ساحة حرب أهلية إثيوبية كبرى.
ردا على هاشتاق الوياني الرقمي، أطلق الموالون لأبي أحمد هاشتاق السفير الرقمي
Digital Woyane VS digital ambassador