دعوة ابي شباب إثيوبيا للانضمام للجيش والشرطة الفدرالية، دليل على مقدار الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدتها قواته خلال قيامها بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية والنهب والتخريب المنظم في تيغراي.
إضافة لحوجة الجيش الإثيوبي لعملية إعادة بناء كاملة بعد أن تم سحب حقوق المواطنة من مجموعة التغراي وطردهم أو إجبارهم على مغادرة الجيش، حيث يشكل المنتمون لتيغراي نسبة كبيرة للغاية ليس فقط من الضباط بل حتى من الجنود.
أضف لذلك الانشقاقات المستمرة من أبناء قومية الأورومو (نصف سكان إثيوبيا) وتخوض جبهة تحرير أوروميا صراعا عنيفا في الإقليم مع تأكيد سيطرتها على مقاطعتين جنوب شرق إثيوبيا.
هذا الضعف العسكري الشديد والجبهات العديدة المفتوحة تجعل الدكتاتور أبي تحت رحمة الطاغية الأريتري ونخب الأمهرا.
وترد تقارير يومية من سكان المناطق السودانية المتاخمة عن كمائن شرسة تنفذها قوة دفاع تيغراي ضد جيش الاحتلال الأريتري، ومليشيات أمهرا وما تبقى من الجيش الفيدرالي.
إضافة للأعداد المتزايدة من الشباب الغاضبين الذين يلحقون يوميا بقوات دفاع تيغراي في الجبال، خاصة بعد ظهور أخبار المجازر والانتهاكات وعودة الاتصال جزئيا. ولا زالت ٥٠٪ في أقل التقديرات من مساحة الإقليم تحت سيطرة جبهة تحرير التغراي و قوات الدفاع التابعة لها.
إثيوبيا كانت من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، ونموذج مثير لأعجاب واهتمام الاقتصاديين حول العالم، وتحقق منذ ٢٠٠٣ نموا سنويا مكون من رقمين. وشهدت طفرة هائلة في البنى التحتية وخدمات الصحة والتعليم، يحتوي إقليم تيغراي الصغير والفقير فقط على أربع جامعات!
منذ ٢٠٢٠ توقف الاقتصاد الإثيوبي عن النمو! وبدأت سلسلة الانكماش القاتل.
هذا إضافة إلى الحرب العالية التكاليف، وهروب الاستثمارات الأجنبية والتدمير الكبير للبنى التحتية والنهب في إقليم تيغراي الذي تخيم عليه المجاعة القاتلة بعد موسم زراعي ردئ.
هكذا بسبب صبيانية ونرجسية رجل واحد يضيع بلد أفريقي كامل (١١٥ مليون نسمة!) ويقود أبي أحمد ونظامه إثيوبيا إلى مصائر كابوسية، وخلال سنتي حكمه شهدت إثيوبيا أسوأ موجة من قمع المعارضة وحرية التعبير تقترب مما كان عليه الحال أيام الدكتاتور الشيوعي منغستو هايلامريام.
وصدق من أسمى أبي أحمد #مشرفت